ا
الرائد حمودة عاشوري
المجاهد والعسكري والسياسي المثقف
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
تأسيسه لمجلة الجيش. دوره في التعريب. دوره في كتابة التاريخ الوطني. من مواليد 1930 بإنوغيسن ينتمي لأسرة كرست حياتها في خدمة الدين والوطن. تلقى المبادئ الأولى للغة العربية وحفظ القرآن الكريم على يد مشايخ اينوغيسن في مدرسة الفلاح التي درّس فيها الشيخ محمد الدراجي ميهوبي ثم الشيخ عبد الحفيظ بلمكي الخنقي عام 1946. ثم انتقل الى مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمشونش وتتلمذ على يد مدرسها ومديرها أحمد تيمقلين السرحاني مع مجموعة من خيرة الشباب الذين سيتصدرون مشاهد وبطولات الثورة منهم: الأخوان الضابطان ساكري اللذان استشهدا في منطقة الصومام، وعبد الكريم عباس وبوراس محمد وزعروري محمد الذين استشهدوا في الحدود الجزائرية التونسية، والسادة المحامون فرحات نجاحي ومحمد مهري وموساوي زروق والقائمة طويلة. ويذكر هذا الأخير في مذكراته ان التلاميذ وشيخهم كانوا يخرجون من المدرسة في صف منتظم يجوبون البلدة مارين بدار القايد وهم يصدعون بنشيد من جبالنا.
انتقل في أواخر الأربعينيات الى قسنطينة حيث التحق بالمعهد الباديسي، ومنه أرسل ضمن بعثة الى تونس لاستكمال تعليمه في جامع الزيتونة المعمور. وكان من الأوائل الذين حازوا على شهادة التحصيل وعددهم 15 طالبا في شهر فيفري 1955، حيث كرمتهم الجمعية وذكرتهم جريدة البصائر تحت عنوان نجاح علمي مشرف للبعثة الجزائرية الزيتونية لجمعية العلماء.
التحق بالثورة كضابط واسندت له مهمة الاخبار والاتصال، كان من الأبطال الذين عبروا خط شال. في سنة 1958 كان من الأعضاء النشطين الذين أسسوا المحافظة السياسية للأركان. بعد الاستقلال وبأمر من هواري بودين قام بتأسيس مجلة الجيش عام 1964 وتولى رئاسة تحريرها. في 1971 تحصل على شهادة ليسانس في الحقوق ضمن أول دفعة معربة آنذاك، ورقي الى رتبة رائد عام 1972.
وفي سنة 1974 ساهم مساهمة كبيرة في عملية التعريب في الجزائر وكان عضوا بارزا في اللجنة الوطنية للتعريب التي ضمت 60 شخصية متنوعة التخصصات كأحمد بن النعمان ومحمد الصالح يحياوي وزهور أونيسي ومحي الدين عميمور ومولود قاسم وعبد الله ركيبي وعثمان سعدي وغيرهم.
كان من الذين عملوا بجد واجتهاد من أجل كتابة تاريخ الجزائر بمنهجية علمية، وفي هذا الشأن يذكر الصحفي القدير سعد بوعقبة انه في سنة 1972 كلف من قبل الرائد حمودة عاشوري مدير مجلة الجيش والمقدم الهاشمي هجرس مدير المحافظة السياسية للجيش لعقد اجتماع يضم المؤرخين والمثقفين لمناقشة قضية كتابة تاريخ الثورة التحريرية. وكان من بين الحاضرين شيخ مؤرخي الجزائر أبو القاسم سعد الله.
تقاعد الرائد حمودة عاشوري عام 1984 وامتهن المحاماة الى ان لقي ربه في 31 ديسمبر1989 على اثر حادث مروع أودى بحياة زوجته وابنة الشهيد سي الحواس نزيهة حمودة.