الحسن الثاني جاسوس الكيان الصهيوني
في رتبة أمير خان ثورة.. وفي رتبة ملك خان أمة!
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
ان مورثات الخيانة تنتقل من جيل لآخر دون عناء يذكر عند الأسرة العلوية الحاكمة للمغرب منذ سنين، فـ: محمد السادس ورثها عن أبيه الحسن الثاني وهذا عن أبيه محمد بن يوسف عن أحد أجداده عبد الرحمن بن هشام، هذا الأخير أغلق حدود بلاده في وجه الأمير عبد القادر وتركه لقمة سائغة للعدو، ومحمد بن يوسف في عهده سلم نجله قادة الثورة الجزائرية لفرنسا في طبق طائر من ذهب، وهذا الجالس اليوم على كرسي العرش يغرق جارته بمختلف السموم ثم يقصف بطائرات مسيّرة مدنيين جزائريين في أرض مؤَمَّنة.
خان الحسن الثاني الثورة الجزائرية عام 1956عندما اتفق مع المحتل الفرنسي على تسليم قادة الثورة مقابل توسيع حدوده في اتجاه الشرق، حيث سولت له نفسه لعب دور الجاسوس المخلص لفرنسا، فركب السلطان وزوجته طائرة، وقادة الثورة طائرة ثانية وهكذا تمت المكيدة. وبذلك يكون قد خان جارا مسلما بينهما نسب ومصاهرة وأرحام، لكن بعد أقل من عشر سنوات ارتفع مستوى الخيانة لدى "أمير المؤمنين" فما عاد يخون بالتجزئة بل بالجملة، فكانت خيانته عام 1965 لكل الدول العربية والإسلامية التي يربو عددها على الخمسين دولة!
هذه المرة لم تكن الخيانة لصالح المستعمر الفرنسي، بل لصالح الكيان الصهيوني على حساب العالم الإسلامي وفلسطين القضية الجوهرية للمسلمين.
في عام 2016 كشف الصهيوني "شلومو غازيت" الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية للكيان الصهيوني، أنه بفضل جاسوسنا على العرب والمسلمين الملك الحسن الثاني ملك المغرب استطعنا انزال الهزيمة المنكرة بالقوات العربية في حرب الستة أيام عام 1967.
ويضيف في شهر سبتمبر من عام 1965 اتفق العرب على عقد قمة في الدار البيضاء بالمغرب لدراسة سبل اعلان الحرب على إسرائيل، وقد حضر الى جانب الحكام القادة العسكريون وقيادات الاستخبارات العسكرية الذين تكلموا بإسهاب عن كيفية تسيير المعارك وعن الأسلحة المتاحة بين أيديهم والتي تتجاوز ما يمتلكه الكيان. التأم جمع القمة العربية في أحد الفنادق الراقية بالدار البيضاء، وكان جهاز "الشين بيت" وجهاز" الموساد" قد اتفقا مسبقا مع دولة المغرب ومخابراته على التنسيق في هذا المجال.
مكن العاهل المغربي استخبارات الكيان الصهيوني من طابق كامل حيث ينعقد الاجتماع فزرعت الاستخبارات الصهيونية مختلف ما تملكه من تكنولوجية في هذا الميدان، تمت عملية التنصت وتسجيل كل ما دار في قاعة الاجتماع، حتى سوء التفاهم والملاسنات بين حكام العرب الذين ظنوا ان القاعة في مأمن من أي اختراق كان وهذا بتأكيد من العاهل المغربي.
ويؤكد "شلومو غاريت" ان ما تم جمعه من معلومات من هذه القمة قد ساعد الكيان عام 1967 على الحاق الهزيمة الماحقة بالعرب ودحرهم، ففي ستة أيام فقط يقول تمكنا من تدمير ما تملكه ثلاث دول" مصر وسوريا والأردن " من مختلف الأسلحة من طائرات ودبابات بل وحتى المخزون الاستراتيجي من الأسلحة والبنية التحتية من مطارات وموانئ وقواعد وغيرها... والاستيلاء على كامل فلسطين والجولان وشبه جزيرة سيناء والمضايق.
وتتالى النكسات الى يومنا هذا متمثلة في التطبيع الغريب والمستهجن التي تقوم به بعض الدول العربية دون فائدة ترجى للقضية الفلسطينية، وتزيين الأبراج السامقة في الخليج براية الكيان الصهيوني، ورفع النشيد الصهيوني "هتيكفا" ونجمة داود في العواصم العربية. حتى ان التآمر اليوم لم يعد في السر بل أصبح على العلن، فمستشار "نتنياهو" المدعو "ايدي كوهين" صرح في العديد من القنوات منها المغربية قائلا: "نحن مع المملكة المغربية ظالمة أومظلومة" يعني الوقوف الى جانبها ضد الجزائر.