الشيخ ميلود بن علي بن محمد بن الطيب بوزيد
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
من مواليد 1917 بمشتة بويخفاون. حفظ القرآن الكريم بزاويتهم وتلقى مبادئ العلوم على أبيه الشيخ علي بن الشيخ محمد الذي تتلمذ على يد الشيخ ابن باديس وهو من الرعيل الأول الذين تعلموا بالجامع الأخضر بقسنطينة، وعلى عمه الشيخ سي عبد الكريم .
انتقل إلى باتنة و تتلمذ على يد الشيخ الطاهر مسعودان، ثم إلى قسنطينة حيث درس سنة واحدة على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس ( قبل وفاته بسنة ). عاد الى الزاوية للتعليم ولما اشتاقت نفسه إلى جامع الزيتونة رحل إلى تونس سنة 1947 إلى سنة 1948 ثم عاد ليعلم في نفس الزاوية المذكورة.
انخرط في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين 1949 / 1950 وبقي في التعليم إلى اندلاع الثورة التحريرية حيث أسند إليه التعليم رسميا تحت راية الثورة التحريرية. وترسل إليه حصص التعليم والأوقات من الشيوخ المسؤولين وهم الشيخ قاره الصغير قاضي الناحية الأولى والشيخ موسى بوزيد قاضي الناحية الأولى، وأسند إليه الشيخ موسى مسؤولية الإشراف على التعليم عند غياب المسؤولين وكذلك مسؤولية جمع التبرعات لفائدة الثورة في مشتة بويخفاون وبث الدعاية لصالح الثورة وإصلاح ذات البين، وصاحبَ الجيش في مهام أخرى. وعندما أحرقت مشتة بويخفاون وأحرقت الزاوية بما فيها من مسجد ومدرسة ومكتبة لسبب أنها تموّن جيش التحرير سنة 1959، انتقل إلى مشتة الكوشة وبقي مستمرا في عمله المذكور إلى أن ألقي عليه القبض وأودع السجن، وبعد خروجه حكم عليه بالإقامة الجبرية بسريانه نحو 08 أشهر وبعد إطلاق سراحه عاد إلى التعليم. وعند توقيف القتال سمي إماما بمسجد سريانه عام 1963 ـ الذي كان كنيسة ـ من قبل وزارة الشؤون الدينية.
الى جانب وظيفته كإمام لمسجد سريانة، كان مدرسا ومربيا وخبيرا في اصلاح ذات البين وعضوا في لجنة الفتوى بباتنة. وفي سنة 1969 انتقل الى سلك التربية والتعليم حيث اشتغل بالتعليم في كل من بويخفاون وملال وسريانة وطاقة، الى جانب ذلك ظل في منصبه كإمام متطوع في سريانة ومشرفا على معلمي القرآن في المنطقة الى سنة 1993 السنة التي كتب فيها هذه النبذة. انتقل الى جوار ربه يوم 14 أكتوبر 2007.
وقد ورث الشيخ الميلود كنزا لا يقدر بثمن من أبيه سيدي علي بن محمد تمثل في مكتبة زاخرة بمختلف التآليف، علاوة على انها تحتوي على أكثر من ستين مخطوطة من المخطوطات النادرة في مختلف العلوم الشرعية بالإضافة الى الفلك واللغة، وقد قام بجردها وفهرستها فهرسة فنية الدكتور عبد الكريم عوفي عام 1420 هـ الموافق لـ: 2000 م. وقد سبق وان زار هذه المكتبة شيخ مؤرخي الجزائر أبو القاسم سعد الله والدكتور عمار الطالبي.