الشيخ عبد المجيد بن عبد الرحمن بوزيد
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
ينتمي الشيخ لأسرة آل بوزيد الشهيرة في المنطقة بعلمها وجهادها وحبها لفعل الخير، من مواليد 1915 بمنطقة وادي الماء، نهل مبادئ اللغة العربية وحفظ القرآن في مسقط رأسه على يد شيوخ المنطقة بزاوية القرقور وفي دشرة بني مخلوف بحيدوسة ثم زاوية طولقة في الفترة الممتدة من 1923 الى 1931.
في سنة 1932 التحق بمسجد عين التوتة حيث درس على يد الشيخ أحمد بن عثمان عوفي. وفي سنة 1934 رحل الى قسنطينة قاصدا الجامع الأخضر حيث تتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس. بعد تخرجه قفل عائدا الى قريته المعذر حيث عُين مدرسا في سريانة من 1942 الى 1945. وفي سنة 1945 عين مدرسا في مدرسة التربية والتعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين في المعذر، كان يزاول التدريس مع نخبة من الشيوخ منهم: الشيخ العربي مقلاتي والشيخ محمد الصالح شيخي والشيخ جعفر بهلول. وكان الشيخ عبد المجيد من ضمن قائمة المشايخ والوعاظ والمرشدين الذين تعينهم جمعية العلماء المسلمين قبل كل غرة شهر رمضان من كل سنة.
إضافة الى مهمة التدريس التي أنيطت له كان اماما وخطيبا ومدرسا في مسجد المعذر الوحيد، وعضوا في لجنة الفتوى وإصلاح ذات البين. كان لدروسه وخطبه الصدى الواسع والكبير في البلدة وضواحيها حيث التحق به الكثير من الشباب المتعطش للعلم والمعرفة، فغرس فيهم حب الوطنية وروح الجهاد والتضحية. تخرج على يده الكثير من الشبان منهم من اكتفى بمستوى الابتدائي نظرا للظروف المادية والعوز ومنهم من التحق بالمعهد الباديسي وأكمل دراسته. مع اندلاع الثورة التحريرية التحق تلاميذ الشيخ بصوت الحق ( فَمِنْهُم مَن قَضَىٰ نَحْبَهُ) واستشهد مثل الشهداء: خضير والزبير بهلول 1957 والهاشمي عبد الصمد 1960. ( وَمِنْهُم مَن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) مثل الرائد عمار ملاح أطال الله في عمره.
تعرض الشيخ طيلة فترة الثورة التحريرية للكثير من المضايقات من قبل الإدارة الاستعمارية نظرا للدور الذي قام به في نصرة الثورة والثوار، كانت الإدارة الفرنسية تلاحق تحركاته وتعد عليه أنفاسه وبعد استكمالها لملف التهم ـ مساندة الثورة التحريرية وتقديم الدعم المادي والروحي وخطورته على الأمن العام في المعذر ـ قامت بالقبض عليه عام 1957 مع مجموعة من وجوه بلدة المعذر، وزجت به في سجن باتنة ثم رحل الى معتقل ـ الجرف ـ بالمسيلة ثم معتقل ـ بوسوي ـ في الضاية جنوب سيدي بلعباس، لم تطلق سراحه االا بعد عامين أي في 1959 نظرا لحالته الصحية من جراء الممارسات الاجرامية في حقه، رغم ذلك لم تكن مطمئنة منه لذلك فرضت عليه الإقامة الجبرية مدة ستة أشهر، ولما تم الافراج عنه استأنف العمل في مسجد المعذر حتى انبلج صبح الاستقلال وغابت غيوم الاستعمار وانقشعت الى غير رجعة ان شاء الله.
بعد الاستقلال زاول عمله كإمام بمسجد المعذر الى غاية 15 نوفمبر 1965 حيث عين اماما أولا بمسجد عبد الحميد بن باديس بباتنة بعد تدشينه من قبل وزير الشؤون الدينية. لزم هذا المسجد الى ان لقي ربه في 22 جوان 1985.