أبو أيوب الأنصاري ... معركة العقاب

العزة للإسلام الى يوم الدين
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
* الصورة الأولى: ضريح الصحابي أبو أيوب الأنصاري في اسطنبول. حرسه البيزنطيون ثم الأتراك العثمانيون الى يومنا هذا.
لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية، فبات بها في خيمة، بات أبو أيوب الأنصاري ممتشقا سيفه يحرس رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى طلع الفجر، فدعا له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني.
يموت النبي عليه الصلاة والسلام وتمر الأيام ، ويشارك أبو ايوب في حصار القسطنطينية بقيادة يزيد بن معاوية، وكان مُسنّا فكتب الله له أن يموت تحت أسوارها شهيدا، فدُفن حيث وافاه أجله. ولما عزم يزيد على العودة بعد يأسه من اقتحام تلك الأسوار، كلّمه الامبراطور البيزنطي بنوع من الغطرسة: حال ما تغادرون سوف ننبش قبر صاحبكم ونخرجه لـتأكله الكلاب! فرد عليه يزيد: لئن فعلتم ذلك فلن أترك على مملكتي مسيحيا على قيد الحياة ولا كنيسة إلا هدمتها على رؤوس من فيها.
أوجس الامبراطور خيفة من ردة فعل أمير الجند يزيد، فكلف مجموعة من حرسه الخاص بحراسة القبر حتى لا يقوم من يُكِنُّ له العداوة على نبشه. وبقي القبر كذلك الى أن فتحت القسطنطينية، فحافظ السلاطين العثمانيون على هذه العادة، ولا يزال محروسا الى يومنا هذا.
* الصورة الثانية: تقديس الإسبان راية المسلمين في معركة (العُقاب) بالأندلس الى يومنا هذا.
انهزم المسلمون بقيادة سلطان الموحدين محمد الناصر في هذه المعركة، على يد ملك قشتالة ألفونسو الثامن في 16 جويلية 1212 م، وكان من ضمن الغنائم الراية الاسلامية الاندلسية. لا يزال الاسبان يحتفلون بهذا النصر الكبير الى يومنا هذا. الغريب أنهم يحملون الراية الاسلامية الاندلسية ـ وهي على شكل مستطيل طوله 3.30 م وعرضه 2.20 م.ـ على مناكبهم وبسواعدهم منذ أكثر من ثمانية قرون، ويحافظون عليها أكثر من عيونهم، بحيث لا تلمس الأرض، ويتنافسون فيمن يتشرف بحملها، يجوبون بها بلدتهم، ويقدمون السلاح لها بكل احترام، ولا يلمسونها بأيديهم أبدا وإنما بعد ارتداء قفازات بيضاء، جعلها الله عز وجل مقدسة في عيونهم، رغما عنهم، ذلك أنهم يحملون آيات من القرآن الكريم مطرزة على الراية، ففي مربع يحيط بتطريزات ذهبية وفضية كتبت آيات من سورة الصف:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)﴾، بالإضافة الى الشهادتين والاستعاذة والبسملة وسورة الفاتحة.