الأستاذ ص . تيمقلين Admin
عدد المساهمات : 199 تاريخ التسجيل : 02/04/2009 العمر : 66
| موضوع: الحركـــــــة التحـــرريــــــة في الهنــــــــد الصينيـــــة 2009-04-28, 19:56 | |
| الحركـــــــة التحـــرريــــــة في الهنــــــــد الصينيـــــة الهند الصينية قبل الحرب العالمية الثانية: الهند الصينية شبه جزيرة تنحصر ما بين خليج سيام وخليج تونكين وتضم : فيتنام ، لاووس ، كمبوديا ، تايلاندا ، ملايو ، بورمانيا . سيطر ت بريطانيا على غربها " بورمانيا " وظلت مملكة سيام " تايلاندا " محافظة على استقلالها ، وخضعت الفيتنام ولاووس وكمبوديا لفرنسا منذ عام 1874 فجمعتها في إتحاد فدرالي برئاسة حاكم فرنسي سمي " إتحاد الهند الصينية الفرنسية " . طبقت فرنسا سياسة القمع والبطش والتنكيل والقهر ضد السكان مدة طويلة حتى عام 1911 ، حيث بدأت بوادر الوعي القومي تبرز خاصة في الفيتنام ، فطالب الوطنيون باستقلال إمبراطورية الفيتنام " كوشنشين ، آنام ، تونكين " . وفي عام 1914 شارك الفيتناميون في الحرب العالمية الأولى على أمل الوعود بالاستقلال وقد حضر وفد برئاسة " هوشي منه " مؤتمر الصلح لكنه عاد خائبا . فتطور النضال السياسي بعدها ، حيث تبلورت الحركة الوطنية وأضحت تطالب بالاستقلال منذ 1930 فواجهتها فرنسا بالحديد والنار واستمرت على ذلك الى حين اندلاع الحرب العالمية الثانية . الهند الصينية أثناء الحرب العالمية الثانية: بعد انهزام فرنسا وتوقيعها لمعاهدة الاستسلام سمحت حكومة فيشي النازية لليابان باحتلال الفيتنام ، فسيطروا على " كوشنشين والتونكين " عام 1941 ، غير أنه بعد الإنكسارات المتوالية للنازية في أوربا وتقهقرها ، تراجع اليابان عن سياسته الاستعمارية في المنطقة ورفع شعار " آسيا للآسيويين " وأعلن استقلال " تونكين وأنام " ونصب عليها إمبراطورها السابق ـ باوداي ـ . وبهدف طرد اليابان ومسح آثارهم من المنطقة تدخلت الصين بمساعدة ـ و.م.أ ـ وسيطرت على شمال الفيتنام ولاووس ، وفي المقابل سيطرت بريطانيا على " كوشنشين والجنوب " . أما هوشي منه فاستغل الفرصة وأعلن قيام حكومة وطنية في هانوي من أعضائها " باوداي " . غير أن فرنسا قررت استرجاع مستعمراتها في المنطقة ، فبعد تفاوض مرير ومصلحي تنازلت بريطانيا عن الجنوب ، وطالب الصينيون من فرنسا التنازل عن كل إمتيازاتها في الصين مقابل تنازلهم عن الشمال وتمت الصفقة واستعادت فرنسا مناطق نفوذها.حرب الهند الصينية الأولى " 46 / 1954: بعد الإتفاق مع كل من بريطانيا والصين ، لم يبق لفرنسا سوى التفاهم مع ـ هوشي منه ـ فكان اجتماع ـ فونتان بلو ـ في سبتمبر 1946 ، غير أن اقتراحها لم يرض الثوار ، حيث أصرت على عدم الاعتراف بالاستقلال إلا ضمن الإتحاد الفرنسي في ـ تونكين وآنام ـ أما ـ كوشنشين ـ فيجري فيه انتخاب ، وأن يكون عدد الممثلين فيه متساوون بين الفرنسيين والهند الصينية ويترأسه حاكم فرنسي . بعد فشل اجتماع ـ فونتان بلو ـ حصلت إضطرابات كبيرة في كل من ـ هاي فونغ ، وهانوي ـ في الشمال مستهدفة المصالح الفرنسية فردت هذه الأخيرة بقوة وعنف ضد الشعب الأعزل مما دفع بالثوار الى الإعتصام بالجبال وإعلان حرب العصابات على فرنسا في ديسمبر 1946 ، وحتى تتفرغ فرنسا للثوار منحت الإستقلال الذاتي لكل من كمبوديا ولاووس ، ونصبت ـ باوداي ـ رئيسا لحكومة عميلة في ـ سايغون ـ عام 1948 . ابتداء من أكتوبر 1949 تصاعدت حرب الهند الصينية وتحولت الى صراع حرب باردة ، حيث اعترف ـ إ. س ـ والصين الشعبية بحكومة هوشي منه عام 1950 ، وردت ـ و.م .أ ـ وأستراليا وبريطانيا بالاعتراف بحكومة " باوداي " ، ورغم ذلك تكبدت فرنسا في نفس السنة خسائر فادحة ، فدعمت من فبل أمريكا ، وفي عام 1952 أعلن الحلف الأطلسي تضامنه معها ، فجمعت قواتها في الشمال بهدف توجيه ضربة قاضية للثوار ، إلا أنها منيت بهزيمة نكراء في معركة ـ ديان بيان فو ـ في 7 ماي 1954 . وقد كانت خسائر فرنسا في هذه الحرب مكلفة حيث بلغ عدد القتلى 94000 قتيل مقابل 2.5 مليون قتيل من الفيتناميين منهم 02 مليون قتيل من المدنيين العزل .مؤتمر " جنيف " 1954: اضطرت فرنسا بعد هزيمتها المنكرة في ـ ديان بيان فو ـ أن تحضر مؤتمر جنيف ـ جوان وجويلية 1954 ـ وتوقع على الاتفاقية في 20 جويلية ، وقد حضر المؤتمر بالإضافة الى فرنسا كل من بريطانيا ، ـ و.م.أ ـ ، الصين ، ـ إ. س ـ ، وممثلين عن الهند الصينية ( فيتنام الشمال ، فيتنام الجنوبي ، لاووس ، كمبوديا ) ، وقد جاء في الإتفاق ما يلي : 1- تقسيم الفيتنام الى شمالية( هانوي + هاي فونغ ) ، وجنوبية ( سايغون + كوشنشين ) ، يفصل بينهما خط عرض 017 شمالا مع الاعتراف باستقلالهما .2- إجراء استفتاء في جويلية 1956 حول توحيد البلاد.3- امتناع الطرفين من الحصول على الإمدادات العسكرية من الخارج ولا يجوز إنشاء القواعد العسكرية .4- استقلال كل من لاووس وكمبوديا . انعكاسات مؤتمر "جنيف": * مثل مؤتمر جنيف ضربة موجعة للقوى الاستعمارية في المنطقة وفي العالم ، حيث بدأت تعيش تراجعا حقيقيا خاصة فرنسا التي أهينت سيادتها وهيبتها في أعين الشعوب المستعمرة . * تبني ـ و.م.أ ـ سياسة ملء الفراغ لتعويض فرنسا في المنطقة ، فأقدمت على رفض الاتفاقية وعدم الالتزام بها ، والاستعداد لاستعادة ما ضاع من فرنسا ، فأنشأت حلف جنوب شرقي آسيا ـ أوتاز ـ في سبتمبر من نفس السنة .التدخل الأمريكي " حرب الهند الصينية الثانية:في شهر أكتوبر 1954 قرر إيزنهاور مساعدة " الجمهورية الفيتنامية في الجنوب " ، فبدأت القوات الأمريكية تتدفق عليها في حين كانت القوات الفرنسية تنسحب، فما ان حل شهر أفريل 1956 حتى ارتفع عدد الجنود الأمريكيين ، وقررت عدم إجراء الاستفتاء المنصوص عليه في اتفاق جنيف ، وبدأ عندها الصراع بين الشمال اليساري والجنوب اليميني بتحريض ودعم من المعسكرين، وفي عام 1960 يؤسس الجنوبيون جبهة استقلال جنوب الفيتنام " الفيت كونغ " مما أدى الى توسع دائرة الحرب والصراع ، وقد بلغ عدد القوات الأمريكية في نفس السنة نصف مليون جندي ، ودخلت الفيتنام الحرب للمرة الثانية ، وكانت أعنف وأبشع وأطول من الأولى ، استعملت فيها كل الأسلحة الفتاكة والمدمرة والمحرمة ، وتحولت البلاد الى حقل تجارب واستمرت الى عام 1973 حيث انسحبت القوات الأمريكية من الشمال وحوصرت في الجنوب " سايغون " وتم القضاء على النظام المحلي العميل وطرد القوات الأمريكية عام 1975 ، وبدأت المساعي بهدف توحيد الشمال والجنوب ، وأثمرت عام 1976 حيث تم الإعلان عن الوحدة واتخذت هانوي عاصمة للفيتنام الموحد . |
|