الأستاذ ص . تيمقلين Admin
عدد المساهمات : 199 تاريخ التسجيل : 02/04/2009 العمر : 65
| موضوع: تصــاعد المد التحرري وتراجع الاستعمار التقليدي 2009-04-28, 19:43 | |
| تصــاعد المد التحرري وتراجع الاستعمار التقليدي مفهوم الحركة التحررية : عرفت الفترة الممتدة من نهاية الحرب العالمية الثانية الى السبعينات عودة موجة الحركات التحررية في المستعمرات وتعني: رد الفعل الوطني ضد الحكم والسيطرة الأجنبية بمختلف أشكالها السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية " الاحتلال ، الحماية ، الانتداب " ، باتخاذها أسلوب الكفاح المسلح تارة والنضال السياسي تارة أخرى ، أو الجمع بين الأسلوبين بهدف الخروج من التخلف العام الذي تسبب فيه الاستعمار الاستيطاني الحديث الذي أدى الى ضعف عام في البنيات الاقتصادية والاجتماعية .ظروفهـــــا وعواملهـــا :[ أ ] : المحليـــــــــــة :1- الآثار الاستعمارية : حيث أدت ظروف الكبت الاستعماري والهيمنة الى إذابة الهوية الوطنية للمستعمرات ، وقد عملت الدول الاستعمارية بشتى الطرق لقتل الروح القومية بالبطش والتعسف والقهر والتجهيل واستنزاف الثروات واستغلالها فترة طويلة من الزمن لخدمة اقتصادها ، وبمثل هذا الأسلوب ارتبطت المستعمرات بالدول الاستعمارية الأمر الذي تولد عنه رد فعل عنيف من قبل شعوب المستعمرات بهدف المواجهة وتحقيق الاستقلال .2- التنكر للوعود التي قطعتها الدول الاستعمارية للشعوب المستعمرة وعدم الوفاء بها رغم التضحيات الجسام التي دفعتها في سبيل تحقيق الاستقلال ، فالجزائر شاركت فرنسا بأكثر من 134 ألف من شبابها في الحرب مقابل هذه الوعود لكن دون جدوى .3- عودة المجندين في الحرب العالمية الثانية الى بلدانهم وقد اكتسبوا خبرات عالية في ميدان القتال والمواجهة بالإضافة الى ارتفاع معنوياتهم من جراء احتكاكهم ببقية شباب المستعمرات الأخرى .4- ازدياد الوعــي الوطني لدى الحركات التحررية وشعوب المستعمرات خاصة أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث رفضت أنصاف الحلول ولم ترض إلا بالاستقلال التام والوحدة بعيدة عن أ ي تدخل أو ارتباط أو تبعية للمستعمر . [ ب ] : الـــدوليــــــــة : 1- تراجع قوة وهيمنة الدول الاستعمارية الأوربية بعد الحرب العالمية الثانية ، و سقوط هيبتها وسيادتها سواء في أوربا أو خارجها وأصبحت تابعة وخاضعة للقوى الجديدة المهيمنة .2- نشأة هيئة الأمم المتحدة عام 1945 الذي نص ميثاقها على ضرورة تقرير المصير لكافة الشعوب والاعتراف باستقلالها ووحدتها واحترام سيادتها الداخلية ، وأدانت الاستعمار ونادت بضرورة القضاء عليه .3- انقسام العالم الى معسكرين وتصاعد الصراع بينهما بعد الحرب العالمية الثانية ، وبروز المعسكر الشيوعي الذي عمل على مساندة الحركات التحررية اليسارية في العالم كرد فعل ضد النظام الرأسمالي الحر .4- انعقاد مؤتمر باندونغ 1955 الذي أرسى دعائم التضامن بين الدول الآفروآسيوية ، ونادى الى ضرورة الاعتراف بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، وقد ساند سياسيا ودبلوماسيا كل الحركات التحررية في مختلف المحافل الدولية خاصة هيئة الأمم ونادى بضرورة التعجيل بتصفية ومحو الآثار الاستعمارية في مختلف أرجاء العالم .خصائص الحركات التحررية : استطاعت الحركات التحررية أن تتكيف مع الممارسات الاستعمارية المتنوعة والمختلفة من مستعمر لآخر ، حيث حاولت أن تواجهه بنفس الإستراتيجية التي كان يتبناها، فالاستعمار الفرنسي اتسم بالاستيطان والتعسف ، فووجه بالعنف والشراسة والتضحيات الجسام والنفس الطويل مثل الجزائر والفيتنام ، بينما الاستعمار البريطاني اتسم بسياسة الاستغلال والاستنزاف والتظاهر بالتحضر والهدوء ، فووجه بسياسة العنف الإيجابي أو المقاومة السلمية مثل الهند . وإذا كانت هذه خصائص مميزة وخاصة بكل حركة على حدة فإن هناك خصائص مشتركة تتمثل في : 1- الطابع الشمولي حيث عمت مختلف الشعوب المستعمرة في نفس الفترة الزمنية ، وشكلت ضغطا كبيرا على الدول الاستعمارية .2- اعتمادها على روح التضامن وقد اتضح جليا عند بروز الدول الآفروآسيوية ثم حركة عدم الانحياز حيث اكتسبت وسائل ضغط في المحافل الدولية .3- الإصرار ورفض التفاوض والمساومة خاصة بعد بروز الأطماع الاستعمارية لتقسيم المستعمرات واستغلالها كمحاولة فرنسا فصل الصحراء الغنية بالثروات الطبيعية عن الجزائر .النتــــــــــــــــــائــــج :1- تحقيق الاستقلال التام لمختلف الدول الخاضعة للاستعمار الأوربي ، سواء تلك التي كانت مقيدة بمعاهدات تحالف وصداقة أو التي كانت تحت الاستعمار المباشر .2- القضاء على الظاهرة الاستعمارية التقليدية وإنهاء وجودها في العالم بعد أن عمرت زمنا طويلا .3- محاولة التوحد والتكتل سياسيا لمواجهة مشاكل ما بعد الاستقلال ضمن الدول الآفروآسيوية ثم ضمن حركة عدم الانحياز 4- القضاء على الأنظمة العميلة التي كانت تخدم مصالح الدول الاستعمارية على حساب الشعوب التي كانت تحت وطأة الجهل والفقر .5- مواجهة مشاكل ما بعد الاستعمار في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية . |
|