الشيخ أحمد تيمقلين السرحاني - 

استجابة إلى سؤال الأخ الفاضل [ السرحاني1] أقول :
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله .

أولا : ما كنت راغبا الكتابة في هذا الشأن ، باعتبار أن السؤال سيؤدي إلى متاهة " الإتنية " البغيضة ، أو ربما تفسر الإجابة وتحمل على هذا المحمل المنبوذ من قبل البعض .
ولكن بادئ ذي بدء فإن المسلم يقر بقوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) . وقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : " دعوها فإنها منتنة " إشارة إلى العصبية .

وقول الشاعر :
لعمر الله ما الإنسان إلا بدينــــــه *** فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
لقد رفع الإسـلام سلمان فــــارس *** وقـد وضع الشرك النسيب أبا لهب

وقول آخر :
أبي الإسلام لا أبا لي سواه *** إن افتخروا بقيس أو تميم

مع العلم أن أول من افتخر بنسبه هو إبليس :
( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ).

ثانيا : نزولا عند رغبة الأخ الفاضل [السرحاني1] أقول : إن الشيخ أحمد تيمقلين يدعى السرحاني منذ وصوله إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري ، وتتلمذه على يد الإمام عبد الحميد بن باديس عام 1936 م ، نسبة إلى السراحنة أو السرحانية كما يحبذها ابن خلدون.
أما اسمه الكامل فهو : أحمد بن عبد الحفيظ السالمي السرحاني ، والسالمي نسبة إلى ـ سيدي سالم ـ علم من أعلام الأوراس له زاوية ومزار معروف ومتعهد من قبل السراحنة في جبال الأوراس .

والسراحنة فخذ من بطون ـ كرفة ـ وهذه الأخيرة قبيلة من قبائل ـ الأثبج ـ من فريق بني هلال بن عامر ، سكنت ومازال بعضها يسكن جبال الأوراس ، وتنسب إلى ـ سرحان بن فاضل ـ الذي ينتهي نسبه إلى الأثبج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال .

يقول ابن خلدون في ـ كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر... ـ " الأثبج قبيلة من قبائل بني هلال أهم بطونها : الكلبة ، والشبة ، والصبحة ، والسراحنة ـ السرحانية ـ نسبة إلى سرحان بن فاضل.. وهم موطنون بجبال أوراس مما يلي زاب تهودا ." معلوم أن القبائل الهلالية هاجرت من الحجاز إلى مصر. وفي عام 442هـ الموافق لـ : 1051 م خرجت من مصر نحو شمال إفريقيا. ولا يسعنا المقام للخوض في تفاصيل أسباب خروجها من الحجاز، ثم من مصر إلى بلاد المغرب ، ولا في طبائعها وأساليبها في الحياة .

وخير ما ننهي به هذا التوضيح ما كتبه شيخ المؤرخين الجزائريين عبد الرحمن الجيلالي في كتابه ـ تاريخ الجزائر العام ـ " انتقل بنو هلال عام 1051 م من بلاد النيل إلى المغرب فسكنوه وتفرعت عنهم فروع كثيرة وبطون عديدة انتشرت باتجاه الشمال الإفريقي وامتزجت بأهله امتزاج الماء بالماء حتى كدت لا تفرق بين العربي والهجين... لقد حصلت لهؤلاء العرب رئاسة وزعامة بهذه الأوطان فاندمجوا فيها وأصبحوا يدافعون عنها دفاع الأسد عن العرين ."

والسراحنة في الجزائر غير السراحنة في بلاد الشام ، حيث ينتسبون الى سرحان بن حرام الجذامي ، وينقسمون الى : القرعان والعراقية ، ينتشرون خاصة في الضفة الغربية والأردن وكذا سوريا .