"الحراطين" الرق والعبودية في المملكة المغربية

"الحراطين" الرق والعبودية في المملكة المغربية
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
مازالت ممارسات الرق والعبودية الى يومنا هذا تسود المملكة المغربية، ومازالت طبقة كاملة من طبقات المجتمع المغربي تعاني من هذه الظاهرة المستهجنة التي تم القضاء عليها في العالم.
تطلق على العبيد في المملكة ألقاب وأسماء مختلفة تشير كلها الى التقليل من شأنهم والحط من قدرهم، وأشهر لقب يُنعتون به على الاطلاق هو: "الحراطين".
فمن هم "الحراطين"؟ وما قصتهم ومصيرهم في بلاد المغرب الأقصى؟
اختلف الدارسون في أصل التسمية، فالبعض يرى انها كلمة محرفة من اللغة العربية تعني الحراثين أي عبيد الأرض الذين كانوا يشتغلون بزراعة الأرض وحرثها، ولما تعسر نطقها من قبل الأفارقة السود طوعوها للسانهم فنطقوها "الحراطين" حيث قُلِبت الثاءُ طاءً، وهو أمر شائع ومعروف لدى الأفارقة فكلمة صدقة حولت الى "سداكا" مثلا، والآخر يرى انها كلمة أمازيغية مفردها "حرطاني" وتعني الأسْود أو"أحرطان" وتعني الخلاسي، والثالث يرى انها تحريف لكلمة "حر ثاني" أي حر من الدرجة الثانية، وقد أطلقت على أبناء وأحفاد وذرية الأفارقة السود الذين اتخذهم السلطان المغربي إسماعيل بن الشريف (1672 ـ 1727) عبيدا له وأطلق عليهم اسم "جيش عبيد البخاري".
ما يزال "الحراطين" وهم مجموعة عرقية تسكن الجنوب الشرقي للمغرب وتنتشر في باقي المملكة، الى يومنا هذا يعانون من أغلال العبودية والممارسات والأفعال العنصرية رغم الاعتراف بحقهم في الحياة والحرية، فهم مَحْرومون من عدة وظائف لأنهم غير "شرفاء"! بل ولا يُسمح للكثيرين منهم ان يظهر في الإعلام، ناهيك عن المناصب السياسية والقيادية، وإذا أراد أحدهم أن يهين عرض آخر وصفه بـ "ولد الحرطانية"، ولا يُسمح لهم بالزواج خارج عرقهم العبودي، وفي بعض المدن المغربية لـ "الحراطين" مقابرهم الخاصة ولا يدفنون في غيرها. حتى الأفارقة المهاجرون اليوم الى المغرب يُنعتون بـ"لعْبِيدْ"، وفي أحسن الأحوال أي أمام الكاميرات وفي الصحف يَطْلقون عليهم "ليزافريكان"، ولا تختلف معاملتهم عن"الحراطين" في شيء، إلا أن هؤلاء الأخيرين لهم الجنسية المغربية.
ملاحظة:
إذا اعتبرنا "الحراطين" عبيدا في نظر بعض المغاربة، فبماذا نسمي أولئك الذي يخرون الى أذقانهم ساجدين راكعين يقبلون يد الملك في أعلى مظاهر العبودية التي لا نظير لها، كأنه المخَلِّص الذي سيدخلهم الجنة!
قال الشيخ الريسوني في هذا المجال: " مما يزيد الأمر قبحا وشناعة - في الدين والفطرة والذوق السليم - ذلك المشهد المشين المهين الذي يتكرر علينا كل سنة فيما يسمى حفل الولاء، حين يجبر جموع من الناس على الركوع الجماعي للملك وفرَسه، بل تركع كل مجموعة عدة ركعات متتاليات، وكأنهم في صلاة وعبادة، نسأل الله العفو والعافية."

"الحراطين" الرق والعبودية في المملكة المغربية Ayoa10

» "نحن مع المملكة المغربية ظالمة أومظلومة"