الأستاذ المربي الشاعر والخطاط
محمد حمودي وزناجي
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
اذا كانت الكتابة أهم وسيلة للتعبير عما يجيش في صدورنا ويخطر ببالنا. فإن الخط يُفصح عن جوهر الكاتب ومكنونه، ويُجلي صِدقه وسلامة سريرته، ويبرز مدى أناته ورَويته.
يُعَد الأستاذ محمد وزناجي أستاذ اللغة العربية وآدابها من الخطاطين المبدعين في باتنة، الذين استطاعوا ان يحولوا الخط الى وسيلة تربوية ايضاحية سواء في عمليات التدريس أو في كتابة أسئلة الاختبارات. حين تتصفح ورقة الامتحان تشعر بروح تخالج الحرف وتندمج فيه فتنجذب اليها دون عناء ولا مشقة، نظرا لوضوح الخط، والقدرة على قراءته لما له من جانب جمالي وفني آسر وخلاب، يُحدث الارتياح النفسي فينفتح المستغلق من السؤال والمبهم من الاستفهام، وتسهل للتلميذ عملية التفكير والتركيز ثم التحرير.
وهذا يدل على قدرة الأستاذ في تطويع الحرف والتحكم في سنان القلم وضبط حركاته وتنقلاته، ويعبر عن مدى تمكنه من مختلف فنون رسم الخط العربي العريق، من ترتيب وتنسيق، وتجويد وتنميق، واكتناز وترقيق. تعد أسئلة اللغة العربية التي كان يكتبها الأستاذ في ثانوية صلاح الدين الأيوبي ـ حقيقة لا مراء ـ تحفا فنية غاية في الروعة والجمال تربي الذوق وترقق الحس وتريح النفس وتفرض عليك حضورها لما لها من جاذبية ساحرة وأخاذة. وأنت تقرأ تستشعر صرير القلم في تنقلاته من حرف الى حرف ومن كلمة الى أخرى بروية، فتمضي في القراءة دون عناء ولا مشقة، فيحدث الفهم ويحصل الاستيعاب ويغرب الاضطراب وتذلل الصعاب والأفكار تترى في انسياب.
علاوة على كتابته للعديد من عناوين الكتب في مطبعة من مطابع باتنة. كان على كل رأس عام جديد يهدي لكل واحد منا في ثانوية صلاح الدين الأيوبي " يومية " يزينها بخط جميل يتضمن الاسم واللقب والعام الدراسي واسم الثانوية.
وفير الصحة والعمر المديد أخي حمودي.