صورة وكلمة
مدرسة النشء الجديد باتنة
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
تلاميذ السنة الثانية
على اليمين المدرس القدير الشيخ عبد الله حمودة رحمه الله، تلميذ الامام الشيخ عبد الحميد بن باديس 1936. وقد سبق التعريف به.
على اليسار المدرس القدير الشيخ الصادق يلو رحمه الله، تلميذ الامام الشيخ عبد الحميد بن باديس 1936. كان الامام يحبه حبا عظيما ويسأل عنه في كل درس نظرا لخفة ظله وحبه للطرائف وخلقها بل والابداع فيها.
يُروى ـ والرواية للشيخ أحمد تيمقلين السرحاني عن طريق تلميذه الأستاذ فرحات نجاحي ـ ان الشيخ ابن باديس كان يلقي درسه في الجامع الأخضر كعادته، وكان من بين تلامذته الحاضرين الشيخ الصادق يلو الذي كان يكسب قوته عن طريق تجليد الكتب وتسفيرها. بينما الشيخ منهمك في القاء درسه وإذ بشاب يدخل المسجد وكان من عماره، جلس بالقرب من الشيخ الصادق يلو وكان شبه عريان، فقال الشيخ لتلميذه يلو مداعبا: أمازلت تسفر الكتب؟ فرد بسرعة: مازلت نعم. قال الشيخ: فسفر الشاب الذي بجنبك اذا. فرد الشيخ الصادق يلو: هذا أنت من يسفره يا شيخ. ضحك الجميع وعلى رأسهم الشيخ الامام الذي كان اذا ما ضحك يضع الكتاب أو ما يحمله بيده من ورق على فمه. بعد انتهاء الدرس نادى الشيخ ابن باديس الشيخ الصادق يلو وناوله بعض المال وقال له اذهب واصلح حال الشاب.
لاحِظْ جيدا الدروس التربوية التي يرسخها الشيخ الامام في تلامذته بطريقة عبقرية سلسة ومرنة. رغم صرامته الا ان معاملاته مع التلاميذ لا تبرحها الدعابة الجادة والهادفة. كان الامام يفتح مجال المناقشة بكل حرية مع تلاميذه الذين يعرفهم جميعا بأسمائهم وأوضاعهم الاجتماعية، حيث يعبر الجميع عن رأيه ضمن أطر محددة. كان يسوق النكتة والاطروفة التي تخدم درسه وفي نفس الوقت يروح عن تلامذته.