الأخوان زكريا وعبد الله حمودة
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
ينحدران من أسرة متشبعة بالتعاليم الإسلامية والروح الوطنية، ينتميان لزاوية جدهم سيدي حمودة بمشونش، التي تعد منارة ثقافية أنارت الطريق لأجيال كثيرة في المنطقة تخرج فيها الكثير من الأبطال الذين صنعوا أمجاد البلاد، منهم الشهيد احمد بن عبد الرزاق حمودة ـ سي الحواس ـ قائد الولاية السادسة وابن عمهما. الى جانب جامعها الشهير جامع سيدي بركات.
زكريا حمودة من مواليد 1918 بمشونش كان من الشبان المتحمسين لحفظ القرآن في الزاوية، التحق بالجامع الأخضر عام 1935 لتلقي العلم على يد الامام ابن باديس. بعد إتمام دراسته عاد الى قريته وكان من ضمن مجموعة من النشطين الذين أسسوا لنهضة فكرية وصحوة وطنية في قريته أدت الى بروز العديد من الشباب المثقف الذين أصبحوا قامات كبيرة في الثورة التحريرية. كان الشيخ زكريا من الرجال الأوفياء الذين عضدوا الثورة وقدموا كل نفيس من أجل الإنعتاق. بعد الاستقلال عين ناظرا للشؤون الدينية بقي في منصبة الى التقاعد. توفي عام 2011 بباتنة.
عبد الله حمودة من مواليد 1923 بمشونش تلقى تعليمه في زاوية سيدي حموده، ثم انتقل الى قسنطينة فأتم دراسته وقفل عائدا الى مسقط رأسه فاشتغل بالتدريس. في الخمسينيات من القرن الماضي عين مدرسا في مدرسة التربية والتعليم ببسكرة الى جانب مديرها آنذاك أحمد السرحاني الى أن تم غلق مدارس جمعية العلماء المسلمين عام 1956. كان الشيخ من ضمن صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير. بعد الاستقلال اشتغل بالتدريس في مدرسة النشء الجديد بباتنة ومديرا لمدرسة ـ الباطوار ـ "علي بن الطيب" ثم كلف بمكتبة مديرية التربية الى ان تقاعد، توفي 29 ديسمبر 2013 بباتنة.