"أعيان" باتنة اعتراف مباشر بتعطيل المشاريع!
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
"أعيان" باتنة، أعيتني فعلا هذه الكلمة أو هذا المصطلح المبهم، حاولت أن أعرف من هم هؤلاء الأعيان وماذا قدموا لباتنة منذ الاستقلال الى يومنا هذا. البعض يطلق عليهم تسمية أخرى هي "وجوه باتنة"، فيقول: ذلك السيد وجه من وجوه باتنة! أو "هذا السيد من اكْبار باتنة"!
في حديث لوالي ولاية باتنة مع "الأعيان والمنتخبين" في فيفري 2020 اتهمهم على المباشر قائلا: الدولة أعطت مشاريع كبيرة للولاية بالمليارات... اشكون اللي مخدمهمش؟.. الأعيان": احنا... اعتراف على المباشر وبكل أريحية.
https://www.youtube.com/watch?v=2TzFCUXWQGM ألم نوصف بـأننا "انتاع مقرود ودونتفريس وانتخابات" واُعْجِبَ بها "الأعيان" وقدموا لقائلها فرسا أصيلة كهدية!.. ألم يضحك عليهم رئيس الحكومة الأسبق عند سؤالهم عن الترامواي فقال لهم: هذا "انتاع ليزانديان" مدينتكم ضيقة!... فضحك الجميع واعتبروها نكتة رغم انها شتيمة وسُبَّة.
ان "أعيان" باتنة أعيوا باتنة ذاتها وسكانها بإنجازاتهم التي لا تنتهي أبدا، وان حاولنا عدها فلا نستطيع حصرها، ورغم ذلك سنذكر بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر:
* الوقوف في وجه الكثير من المشاريع وتوقيفها مثل مشروع المستشفى الجامعي الملعب الأولمبي الترامواي محطة التصفية والتطهير الجديدة.. وغيرها...
* القضاء على الأراضي الزراعية الخصبة المحيطة بمدينة باتنة خاصة الممتدة على طول طريق بسكرة الى غاية "لمبريدي"، التي انطلق فيها أكبر مشروع لزراعة العمارات، هذه الأراضي التي كانت تنتج البقول "الحمص والعدس" لفرنسا.
* إلغاء مشروع بناء المدينة الجديدة قرب "قاداين" واستبدالها بالأراضي الخصبة في حمْلة، هذه الأراضي كانت تسمى "المدري" لأنها كانت تنتج الحبوب "القمح والشعير".
* هدم البنايات القديمة في وسط المدينة بدعوى أنها من رموز الفترة الاستعمارية الفرنسية! ... بهذا المنطق علينا غدا أن نستيقظ باكرا ونتوجه جميعا الى مدينة تيمقاد الأثرية ونقوم بهدمها لأنها هي كذلك تعبر عن فترة استعمارية!
* هدم حي "لاكومين" الأول بجانب "ليفولتيف" والثاني في "لاسيتي شيخي"، على أمل إقامة أحياء راقية تزين المدينة، تحولت مساحتهما الى مكب لكل شيء.
* الكذب: مثلا سوق الخضر في حي كشيدة بجانب الوادي، تم طرد "الخَضَّارة" منه، وبعد تسييجه علقت لافتة مكتوب عليها "مشروع بناء ثانوية" مازال الى يومنا هذا خرابة!
* الممهلات التي تغزوا المدينة حتى ان شارعا فيها يعرف بشارع الممهلات "رُودْ لِي دُودانْ"، وهي في الحقيقة حواجز لم تنجز بمعايير، فهي طويلة ومرتفعة وليس لها عرض على الاطلاق، حتى تفي بالغرض المطلوب منها وهو عطب العربات وتحويلها الى خردة!
* إقامة ملعب بل مركب رياضي محاصر بالمقابر من كل الجهات، مقبرة المسلمين والنصاري واليهود، حتى أن أحدهم علق في الماضي قائلا: الشباب يلعبون والموتى يصفقون!
* أنجح مشروع تم انجازه في باتنة من قبل "الأعيان" هو "مشروع انجاز عيَّان" عفوا "أعيان"!
ربما أطنبت كثيرا في الحديث رغم أن الأمثلة لا تنتهي فيما يخص المشاريع التي وُئِدت في هذه المدينة والولاية، غير ان الأمر يهم الجميع ليس "الأعيان والمنتخبون" فحسب بل كل من يستطيع أن يغير.