"هيلولة" عيد عبري أم تعبير عربي؟

بقلم: صلاح الدين تيمقلين
كثيرا ما نستعمل كلمة "هيلولة" في كلامنا عن شيء أو وضع أو حالة من الاعجاب، وقد تستغل الكلمة عادة للتعبير عن تجمع أو حفل صاخب، فنقول "عرس هيلولة" أو " راني في هيلولة كبيرة" وغيرها.. فالكلمة عادة ما ترتبط بالصخب والفرح والإعجاب والسعادة.
في الحقيقة كلمة "هِيلُولة" ـ دون تسكين الياء ـ هي عيد من أعياد يهود شمال افريقيا كان سائدا منذ وصولهم الى بلاد المغرب الكبير، بعد الطرد الذي تعرض اليه المسلمون واليهود عند سقوط الأندلس. وقد ظلت هذه المناسبة الاحتفالية الدينية حتى في العهد الاستعماري، غير انها اختفت في الجزائر باختفاء اليهود، وتراجعت في تونس ومازالت سائدة في المغرب الأقصى الى يومنا هذا.
وعيد "هيلولة" كما هو شائع ومعروف في المغرب، طقس ديني يهودي مبتدع شبيه بالزردة، تُخصص فيه تسعة أيام كاملة للتسبيح ونحر الجزور وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، فـ"هيلولة هي تحريف لـ "هاليلويا" أي "سبحوا الرب" بالعبرانية، العبارة المذكورة في مزامير سيدنا داود عليه السلام، ومزامير تعني تسابيح بالعبرانية "هاليل".
وفي المغرب الأقصى والى يومنا هذا يحتفل اليهود بهذا العيد في كل عام من شهر ـ طبيبت ـ وهو الشهر الرابع من التقويم العبري، بل ويحجون الى مزارات معينة لمجموعة من الرٍّبِّيين "الرابين" الأحبار والحاخامات المقدسين المقبورين في المغرب، وتعتبر مقاماتهم أضرحة لـ:" الأولياء والصالحين" في الصويرة وآسفي وتارودانت وغيرها... وتؤمُّ هذه المزارات مجموعات يهودية حتى من بلدان أوربا ومن الكيان الصهيوني، حيث يشعلون الشموع ويقدمون القرابين ويشربون النخب وينتشون في هرج ومرج غريبين، ويدخلون في شطحات جماعية مختلطة، ثم يقيمون وليمة "العشاء الأكبر" ويطلبون بركات "الأولياء والصالحين" بعد سكب شراب الويسكي على ضريح "الولي الصالح"!