بين عبد الرحمن الداخل وخالته البربرية تكفات

بين عبد الرحمن الداخل وخالته البربرية تكفات... 20 ديسمبر 2020
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
عبد الرحمن الداخل، "صقر قريش" كما أطلق عليه أبو جفر المنصور العباسي. أبوه معاوية وأمه تدعى "داح" من قبيلة نفزة المغاربية البربرية. نجا بأعجوبة من المجازر التي نفذت من قبل "المسوَّدة" الجيش التابع للعباسيين سواء في المشرق أو المغرب. عايش المجازر التي أودت بأهله ورأى مقتل أخيه أمام ناظريه بعد ان منح الأمان، فقرر التوجه الى أخواله البربر في بلاد المغرب للاحتماء بهم وطلب يد العون والمساعدة.
استقبل من قبل أخواله الذين رحبوا به، وساعدوه في الاختفاء عن أعدائه العباسيين وعمالهم على بلاد المغرب، ذات يوم كان مختفيا عند بعض أخواله وبالضبط في بيت شيخ من أمراء قبيلة "مغيلة" يدعى وانسوس وزوجته الشجاعة تكفات، بلغت الوشاية بسرعة ابن حبيب عامل العباسيين فحاصر بيت وانسوس وطلب منه تسليم عبد الرحمن غير انه انكر وجوده في بيته، أصر ابن حبيب على تفتيش البيت فقررت خالته تكفات زوجة وانسوس عدم تسليمه لأعدائه، وكانت بدينة مكتنزة وطويلة القامة خبأته تحت ثيابها، لما دخل أبو حبيب وجُنده البيت بدأت في الصراخ والعويل واتهمتهم بالتعدي عليها وعلى بيتها وانتهاك حرمته، كل ذلك وعبد الرحمن تحت ثيابها، لما تأكد ابن حبيب وجنوده من عدم وجوده غادروا بسرعة المكان علهم يقبضون عليه.
استطاع عبد الرحمن بشجاعته ودهائه ومساندة أخواله البربر من إقامة دولة عظيمة في الأندلس كان لها شأن عظيم في الحفاظ على الاندلس وتوحيده ضد الممالك المسيحية في شبه جزيرة ايبيريا. قرر عندها دعوة أخواله الى قرطبة للاحتفاء بهم وتكريمهم، كان من ضمن المدعوين السيد وانسوس وزوجته تكفات.
لما وصل وانسوس (أحسن إليه عبد الرحمن وحظي عنده، وأكرم زوجته تكفات التي خبأته تحت ثيابها... فقال لها عبد الرحمن مداعبا: لقد عذبتني بريح إبطيك يا تكفات على ما كان بي من الخوف، وسطعتني بأنتن من ريح الجيف. كان جوابها له مسرعة وبشجاعة نادرة: بل ذلك كان والله يا سيدي منك خرج ولم تشعر به من فرط فزعك. فاستظرف جوابها، وأغضى عن مواجهتها بمثل ذلك، وهذا من آفات المزاح.)

بين عبد الرحمن الداخل وخالته البربرية تكفات A_ao11

» الشيخ عبد المجيد بن عبد الرحمن بوزيد