الأمير سيف الدين قطز يرهب هولاكو خان

الأمير سيف الدين قطز يرهب هولاكو خان
(ما كان كتابك إلا كَصَرِيرِ بَابٍ أو طَنِينِ ذُبَابٍ)
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
كانت نهاية آخر خليفة عباسي في بغداد عام 656 هـ/ 1258 م مرعبة حقا، حيث أمر هولاكو بوضعه في جلد بقرة، وبعد احكام وثاقه انهال عليه الجند بالضرب حتى لفظ أنفاسه ورمي به للكلاب.
الغريب انه بعد القبض عليه سئل عما يملكه من أموال، فقدم كل ما يملك حتى الجواري، غير ان هولاكو قال له: نحن لا نسألك عن هذا الفُتات وإنما عن الأموال الحقيقية، فدلهم على ساحة كبيرة في القصر، كانت تضم تحت أديمها سبائك من الذهب الأحمر، يقال انه عندما أخرجت شكلت تلة هائلة. فقال له هولاكو: أتحتفظ بالذهب ولا تحتفظ بالرجال؟ لو أنك دفعت هذا الذهب للرجال لاحتفظت بعرشك!... فهل يتعظ حكام العرب اليوم بما حدث لأسلافهم وهم يجمعون المال ويقتلون الرجال ويزجون بهم في غياهب السجون!
بعد سيطرته على الهلال الخصيب (العراق والشام)، يمم وجهه نحو مصر حيث المماليك، وأرسل كتاب تهديد لأميرها قطز يأمره بالإذعان والاستسلام، وأن (يبوس القدم ويبدي الندم). أو ينتظر مصيرا كمصير خليفته.
رسالة هولاكو لسيف الدين قطز:
باسم إله السماء الذي ملكنا أرضه وسلطنا على خلقه، الذي يعلم به الملك المظفر الذي هو من جنس المماليك... انا جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غيظه، فلكم بجميع الأمصار معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وسلموا إلينا أمركم، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرق لمن اشتكى... فعليكم بالهرب وعلينا بالطلب، فما لكم من سيوفنا خلاص، ... فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب ...
أما رد قطز فكان ردا مفعما:
بعد اجتماعه بقادة الجيش اتفقوا على قتل رسل هولاكو وعددهم 40 جنديا، علقت رؤوسهم وجثثهم على مختلف أبواب القاهرة. ثم أرسل كتابه الى هولاكو جاء فيه على الخصوص:
قل: اللهم على كل شيء قدير والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي... انكم مخلوقون من سخطه... وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم، وذلك من أكبر عيوبكم... فرساننا ليوث إذا ركبت، وأفراسنا لواحق إذا طلبت، سيوفنا قواطع إذا ضربت، وليوثنا سواحق إذا نزلت، جلودنا دروعنا وجواشننا (جَوْشَن: درع يغطي الصدر) صدورنا... والله ما كان عندنا كتابك إلا كصرير باب، أو طنين ذباب، قد عرفنا إظهار بلاغتك، وإعلان فصاحتك... لك هذا الخطاب، وسيأتيك الملك الناصر... لإيصالك إلى جهنم وبئس المهاد...
التقى الجمعان ـ فعلا ـ في موقعة عين جاولت في فلسطين 25 رمضان 658 هـ/ 1260 م. كانت معركة حاسمة حيث انهزمت الجيوش المغولية هزيمة منكرة ومات القائد الأعلى للمغول ـ نويان كتبغا ـ، ولم يفكر هولاكو بعدها في غزو المشرق أو الانتقام لموت الآلاف من جنده، واستقرت الأوضاع بعد طرد المغول من بلاد الشام حيث تم توحيدها بمصر.

الأمير سيف الدين قطز يرهب هولاكو خان Oa_yai10

» العزة للإسلام الى يوم الدين
» ندوة صحفية مع الدين الاسلامي
» نصير الدين الطوسي والسفينة المعطوبة
» توضيح من صلاح الدين تيمقلين : السرحاني نسبة إلى السراحنة
» الثلاثي1(عائسة+بن بولعيد-المعذر+صلاح الدين+متقن محمد العيد)