الأستاذ ص . تيمقلين Admin
عدد المساهمات : 199 تاريخ التسجيل : 02/04/2009 العمر : 65
| موضوع: فلتبك كالنساء، ملكا لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال 2020-08-25, 23:51 | |
| 25.08.2020/23:54:56 أكذوبة تحولت الى أسطورة خلقها الغرب. وآمن بها المسلمون! مقولة الأميرة عائشة لإبنها أبي عبد الله محمد: (... فلتبك كالنساء، ملكا لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال). بقلم: صلاح الدين تيمقلينكان سقوط القسطنطينية 1453 م في يد المسلمين خبرا مدويا وفاجعا لكل الحكام المسيحيين في أوربا، وكان لزاما عليهم أن يصنعوا حدثا يضاهي ما فعله المسلمون حتى لا يدفع ذلك الى انبهار المسيحيين بعدوهم وقد يميلون إليهم. وبعد أربعين سنة فقط 1492 كان سقوط غرناطة الفرصة السانحة للانتقام من المسلمين، فهب مؤرخوها وكلهم رجال دين متعصبون في حبك قصة لكيفية السقوط المذل وكيفية استسلام أبي عبد الله محمد الثاني عشر الملقب بالصغير من قبل القشتاليين. واحتفلت مختلف قصور أوربا بهذا الحدث الذي أعاد لهم الروح بعد فقدانهم القسطنطينية. كان المؤرخ ورجل الدين االقشتالي الراهب ـ أونطونيو دي غيفارا: 1480 / 1545 ـ أول من قام بتزوير واقعة استسلام غرناطة وأميرها، في كتابه ـ رسائل مألوفة ـ، وصور الحادث بكل خبث ومكر بهدف تقزيم المسلمين والتقليل من شأنهم والاستهانة بهم، وسار على دربه كل من جاء بعده من المؤرخين حتى العرب. وقد جاء وصفه لما حدث في قالب قصصي درامي مؤثر، خالفت مقدمة الرواية التي كانت لصالح المسلمين، نهايتها التي تحولت لصالح المسيحيين، وأبرز فيها مدى قوة المسيحيين وجبروتهم، ومدى خضوع المسلمين وخنوعهم وانهزامهم أمام فرديناند وإيزابيلا في غضون ثمانية أشهر، والحقيقة ان غرناطة حوصرت لمدة عشر سنوات، من 1482 ال 1492 م. حيث كتب: في 02 جانفي 1492 وعلى نهر ـ شنيل ـ التقى فرديناند وإيزبيلا بأبي عبد الله الذي ترجل وانحنى أمامهما، ثم هم أن يقبل يد فرديناند غير أن هذا الأخير رفض وأشاح بوجهه في كبرياء وتعال، وتركه مسمرا في مكانه دون أن يبدي له أي احترام أو توقير. وقام بتسليم مفاتيح غرناطة بذلة ومهانة. وهناك على ربوة (الزفرة الأخيرة للعربي)، وقف مودعا غرناطة والدموع تنهمر على وجنتيه مبللة لحيته، حينها وبخته أمه قائلة: (أجل فلتبك كالنساء، ملكا لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال). غير أن الكثير من المؤرخين القشتاليين لم يذكروا هذه الرواية المصطنعة قط، بل أكدوا على أن الأمور سارت وفق الاتفاق الذي تم بين وفدي كل من فرديناند وأبي عبد الله. ولم يكن هذا الأخير جبانا أو خوارا، انما الروايات المسيحية هي التي أرادت أن تظهره كذلك لأنه يمثل المسلمين، وقد نجحت الى حد بعيد حيث ان المسلمين أصبحوا ينظرون له بهذه النظرة الدونية المزدرية الى يومنا هذا. وهم بذلك يؤكدون الرواية الغربية الزائفة. كان تسليم غرناطة وفق إجراءات سرية للغاية وفي ليلة ليلاء، دون أن يشعر الناس بما يحدث، لأن فرديناند وايزبيلا كانا يخشيان حدوث قلاقل في المدينة تفسد عليهما نشوة الفرحة، وتذهب على المسيحيين فرحة الانتصار، وقد تثير المسلمين فيقاوموا هذا الغزو. فاستقبل أبو عبد الله الوفد السري في قاعة المشور بقصر الحمراء وتم الاتفاق على كل شيء، دون إهانة أو لا انتقاص من هيبة الرجل. خرج أبو عبد الله من غرناطة الى المعسكر القشتالي أين استقبله كل من فرديناند وايزبيلا أحسن استقبال، وأكرما وفادته كقائد سلم المدينة حتى لا تحدث مجزرة كانت وشيكة، ثم الى الضيعة التي خصصت له من قبل فرديناند، غير أنه لم يمكث بها طويلا، وانتقل الى فاس حيث أكمل أيامه الى أن توفي بعد عمر أربى على السبعين. |
|