نابوليون بونابرت يعلن الشهادة في شهر محرم الحرام عام 1798 م !!!

(عجائب الآثار في التراجم والأخبار)
نابوليون بونابرت يعلن الشهادة في شهر محرم الحرام عام 1798 م !!!
بقلم: صلاح الدين تيمقلين
في يوم الأحد 10 من شهر محرم الحرام عام 1213 هـ الموافق 01 جويلية عام 1798، سيطرت القوات الفرنسية بقيادة نابوليون بونابرت على الإسكندرية، ولتسهيل عملية السيطرة على مصر قام بإرسال كتاب للمشايخ والكبراء لاستمالتهم حتى لا يواجهونه. تصور ما الذي جاء في الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله، لا ولد له ولا شريك له في ملكه، من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابرته، يُعّرف أهالي مصر جميعهم أن المماليك يتسلطون عليكم وعلى التجار الفرانساوية... وقد قيل لكم، إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح، فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم".
أيها المشايخ والقضاة والأئمة وأعيان البلد...قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، وإثبات ذلك أنهم قد نزلوا في رومية الكبرى وخربوا فيها كرسي البابا الذي دائما يحث النصارى على محاربة الإسلام...طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير فيُصلح مالهم وتُعلى مراتبهم، طوبى أيضا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين... والمصريون بأجمعهم ينبغي أن يشكروا الله سبحانه وتعالى لإنقضاء دولة المماليك قائلين بصوت عال: أدام الله إجلال السلطان العثماني، أدام الله إجلال العسكر الفرنساوي، لعن الله المماليك، وأصلح حال الأمة المصرية.
.......................
ثم بعد شهرين من دخوله القاهرة، عاثت قواته فسادا فيها وفي بقية المدن، حيث استباحت حرمة الأزهر الشريف وحولته الى اصطبل، وداست سنابك خيله على المصحف الشريف، وقام نابوليون بالقبض على مجموعة من المشايخ والطلاب وأمر بقطع رؤوسهم في صحن المسجد، وتم له ذلك...
ملاحظة بريئة:
لا جرم أن بونابرت يتشارك مع بعض حكام العرب اليوم في الكثير من الخصال، منها اثنتين واضحتين:
* النطق بالشهادتين، فكلهم مسلمون يؤمنون بالقرآن ويحبون النبي بما فيهم نابوليون، سيدخلون الجنة حسب كرامات الشيوخ وتعاويذ أصحاب الغبطة والنيافة البطاركة.
*الغزو والتنكيل بالشعوب، نابوليون غزا مصر وسوريا، وبعض حكام العرب منهم من غزا اليمن ودمرها وشرد سكانها، وكذلك الشأن في ليبيا والعراق وسوريا... والداهية العظمى خيانة القضية الفلسطينية والتفريط في القدس والتطبيع مع الصهاينة، ومنحهم الحق في تقتيل أبنائها وحرقهم وقنبلتهم...
والفرق بينهما، أن بونابرت غزا أعداءه المسلمين امعانا في اذلالهم وبهدف التوسع والحصول على الثروات، أما الآخرون فهم دمى تُسيَّر من بعيد لتحقيق مشاريع ومخططات ورثة ثقافة نابوليون بونابرت.
وهذا جزء من الرسالة بالفرنسية:
Au nom du Dieu clément et miséricordieux !
Il n’y a point d’autre Dieu que Dieu et il n’a ni fils, ni associé dans son empire.
J’adore Dieu et respecte Son Prophète et le Coran.
* اقرأ التكملة باللغة الفرنسية في:
Collection générale et complète de lettres proclamations ... de Napoléon le Grand… Déclaration du général Bonaparte au peuple égyptien.

* اقرأ نص رسالة نابوليون للمصريين باللغة العربية في: تاريخ الجَبَرْتِي (عجائب الآثار في التراجم والأخبار)، الجزء الثاني. ص 404/405.