هذه جماجم شهدائنا قد عادت!

موضوع: هذه جماجم شهدائنا قد عادت! 2020-07-13, 09:06

صورة وكلمة

هذه جماجم شهدائنا قد عادت!
فمتى نستعيد أموالنا وكنوزنا؟ ... وأرشيفنا من فرنسا؟

بقلم: صلاح الدين تيمقلين

"القادة الجزائريون يطالبون بالاعتذار عن الماضي من أجل إخفاء الحاضر".
هذا فحيح مارين لوبان الذي انتشر في الآفاق، علما انه لم يفاجئ أحدا على الاطلاق، فهذا دأبها على خط ابيها السفاح.
ونحن نقول: حاضرنا ـ مهما كان ـ خير من ماضيكم. أنتم تخفون الماضي خوفا على مستقبلكم بين الشعوب والأمم. انه ماض غير مشرف على الإطلاق، وحتى نتأكد من ذلك نتتبع مثلبة واحدة من مثالبكم التي لا تعد ولا تحصى.
كانت فرنسا وما زالت دولة سرّاقة سلاّبة نهّابة نشّالة حرامية وقاطعة طريق، كل هذه الأوصاف القبيحة لا تستطيع تحديد الصفة الدقيقة التي تليق بها أبدا في مجال السرقة فحسب الذي نحن بصدده حتى ولو كانت مجتمعة، وهذه مثلبة واحدة فقط من مثالبها التي لا تنتهي. باعتبار ان الموضوع له علاقة بالسطو على أموالنا وكنوزنا وأرشيفنا.
ان أموال خزينة الدولة فقط ـ التي سلبتها دولة حقوق الانسان والحريات! ـ حسب لجنة الحملة الفرنسية المكلفة بتقدير كنوز قصر القصبة، قدرتها على النحو التالي:
72 قنطارا و 12 كغ من الذهب.
1087 قنطارا و 4 كغ من الفضة الخالصة.
80 مليون فرنكا قديما من المسكوكات والعملات الأجنبية.
50 مليون فرنكا من التبر والسبائك الذهبية والحجارة الكريمة.
وقد قدرت أموال القصبة المنهوبة فقط بمبلغ 6 مليار فرنكا قديما. وهي بحساب اليوم تقدر بالتريليون ان لم نقل بالكوادريليون.
بالإضافة الى أموال وعقارات الخواص والعوام والتحف الأثرية، وثروات الأوقاف التي لا تقدر بثمن. ناهيك عن القصور والدور والأسلحة والمدافع التزيينية المرصعة بمختلف المعادن الثمينة وغيرها. تذكر المصادر ان كنوز القصبة لوحدها خصصت لها خمس بواخر ضخمة وتم نقلها الى فرنسا بعد الغزو مباشرة.
هذا في الجزائر العاصمة فحسب، زد عليها الثروات المغتصبة من بقية البلاد بعد التوسع الاستعماري خاصة في حواضر البايليكات وفي المدن الأخرى.
دون ان ننسى الأهم من كل ذلك ما اغتصبته فرنسا باسم العلم والدراسات الأثرية "الأركيولوجية" في مختلف المواقع الأثرية في البلاد ـ وما أكثر هذه المواقع ـ من كنوز وعملات وسيوف ودروع ومختلف الوسائل كالأواني وغيرها كلها من المعادن الثمينة، وما وجدته في المقابر والمعابد ودور العبادة المختلفة من كنوز لا تقدر بثمن قامت بتهريبها الى ما وراء البحار. وحتى ندرك ذلك هذا مثال بسيط للتوضيح فقط.
في سنة 1910 كتبت الجريدة الكولونيالية صدى الأوراس التي تصدر بباتنة تحت عنوان: "اكتشاف كنز في تيمقاد" جاء فيه: في الأيام الأخيرة من شهر ماي تم العثور في فناء بيت قديم على قطع أثرية عتيقة بالغة الأهمية في إطار حفريات أثرية بمدينة تيمقاد الأثرية. وهي عبارة عن مجموعة من الخواتم الذهبية المرصعة بالحجارة الكريمة، ومجموعة من حجارة "الساردوان" المنقوشة وهي من الكوارتز، ومجموعة من الأقراط الذهبية مزدانة بحبيبات من اللؤلؤ المصقولة صقلا دقيقا وناعما، وقلائد ذهبية من المرجان الوردي المحكمة بالذهب طولها متر، وكميات من اللؤلؤ وحجر الجمشت ـ Améthyste ـ حجارة كريمة ذات لون بنفسجي، والعقيق بألوان مختلفة. هذه الجواهر النفيسة كانت مختلطة بكمية معتبرة من النقود المعدنية.
... أعيدوا لنا أموالنا وكنوزنا وأرشيفنا... وحقوقنا التي سلبتموها... ولتشربوا اعتذاركم في نخبكم. لأننا نعلم ان الاعتذار يجبركم على الاعتراف بما اقترفتموه من مخازٍ يندى لها الجبين. الا ان التاريخ لكم بالمرصاد الى ان ترضخوا للحق. وستحكم عليكم الأمم بأنكم مجرمون عبر التاريخ.
هذه فرنسا الدولة السرّاقة عندما كنا "غَلَابَة". فما حال الجزائر في عهد الدولة العصابَة؟ التي قادتنا الى الخرابَة.
أخيرا... هل نستطيع استعادة هذه الأموال من العصابة الاستعمارية؟ أم ان وضعها كأموال عصابتنا الداخلية!